باتت أجهزة إنذار السيارات أمراً لا غنى عنه في عالم السيارات المعاصر، إذ يأتي معظم السيارات مجهزة بهذه التقنية. ورغم أهمية إنذار السيارة الذي يأتي مدمجًا معها من المصنع، فإن العديد من أصحاب السيارات يفضلون شراء أنظمة أمان إضافية لزيادة الحماية.
سواء كنت تفكر في ترقية النظام الحالي لسيارتك الحالية أو تنوي شراء سيارة جديدة تماماً، فإن فهم أنواع ومميزات الأنظمة المتاحة يعد أمراً بالغ الأهمية. فهذا الفهم سيساعدك على تحديد ما إذا كانت هذه التقنية الجديدة تستحق الاستثمار المالي الإضافي أم لا.
في هذا المقال، سنقوم بدراسة ومراجعة أجهزة إنذار السيارات الأكثر شيوعًا، مع التركيز على أدائها وجودتها. هذا سيساعدك في اتخاذ القرار الصائب بشأن الأنظمة التي تستحق الاهتمام والاستثمار، والتي قد تكون مجرد إضافة غير ضرورية.
3 أنواع مختلفة من أجهزة إنذار السيارة
1. الأنظمة المسموعة
عندما تفكر في نظام إنذار لسيارتك، ربما يتبادر إلى ذهنك الإنذار المسموع، الذي يُعتبر الخيار الأكثر شيوعًا. تأتي أجهزة الإنذار هذه مُثبَّتة عادةً في معظم السيارات الجديدة والمستعملة. إنها الميزة التي استمرت في السيارات لفترة طويلة، مما جعلها تحظى بشعبية كبيرة.
عندما تكتشف هذه الأنظمة أي نشاط غير مألوف في السيارة، تصدر صوتًا مسموعًا. يفترض نظريًا أن يُحفِّز هذا الصوت الآخرين على التدخل ومحاولة إيقاف أي محاولة سرقة. ومع ذلك، لا تعمل الأمور بهذه السهولة في الواقع. نظرًا لشيوع هذه الأنظمة، غالبًا ما يتجاهل الأشخاص هذه التنبيهات في أوقاتنا الحالية. حتى تقارير تشير إلى استخدام اللصوص لأجهزة الإنذار لإخفاء أصوات كسر النوافذ!
في الحقيقة، تظهر الأبحاث أن أنظمة الإنذار هذه لا تعمل بالشكل المُفترض منها. تصبح مُشكلة تجاوز الإنذارات شيئًا شائعًا، وتُعتبر تلك الأنظمة أقل فعالية في إحباط محاولات السرقة أو الحد منها.
2. نظام الإنذار الصامت (جهاز إنذار السيارة لا يصدر صوت)
ربما تتساءل لماذا يرغب أي شخص في استخدام المنبه الصامت. ومع ذلك، أصبحت هذه الأنظمة ذات شعبية متزايدة. وبدلاً من إصدار صوت عالٍ، فإن أجهزة إنذار السيارة هذه تشير فقط إلى مالك السيارة. ومع ذلك، تختلف كيفية القيام بذلك.
يقرر العديد من الأشخاص استخدام هذه الإنذارات لمنع اللصوص من استخدام الإنذارات الصوتية لصالحهم. لا يستطيع اللص استخدام المنبه لإخفاء صوت انكسار الزجاج إذا لم يُصدر المنبه صوتًا في البداية.
بالإضافة إلى ذلك، تكون هذه الإنذارات أقل إزعاجًا عندما تنطلق عن طريق الخطأ!
الايجابيات:
يشير إلى المالك
لا يمكن استخدامها لمساعدة اللص
سلبيات:
لن يعطي إشارة للمارة
3. نظام إنذار السيارة لمنع الحركة
على عكس معظم أنظمة الإنذار التي تتطلب تدخلًا بشريًا لإيقاف اللص بشكل فعّال، يقوم نظام الإنذار المثبت بالكشف عن وجود لص محتمل ومنع سرقة السيارة. تعمل هذه الأنظمة على منع حركة السيارة إذا اكتشفت أي نشاط مريب، حيث يجب أن يكون المفتاح قريبًا من السيارة أو داخلها لتشغيلها، ما يُحد من إمكانية اللص في توصيلها بالأسلاك الساخنة.
ومع ذلك، فإن معظم اللصوص في الوقت الحالي يقتصرون على سرقة محتويات السيارة بدلاً من سرقة السيارة نفسها، مما يجعل هذه الأنظمة غير قادرة على وقف هذا النوع من السرقات. وبالإضافة إلى ذلك، تمكَّن بعض اللصوص من اكتشاف طرق للتلاعب بهذه الآليات عبر استنساخ الإشارة الإلكترونية للمفاتيح، مما يُتيح لهم الخداع وجعل السيارة تعتقد أن لديهم المفتاح (على الرغم من أنه في الواقع ما زال آمنًا في جيب صاحبه). ورغم أن هذا النظام كان فعّالًا لفترة طويلة، إلا أن اللصوص استطاعوا تجاوزه والتغلب عليه بمرور الزمن.
إنذار السيارة السلبي مقابل الإنذار النشط
جميع الأنظمة المذكورة يُمكن تصنيفها ضمن الإنذارات السلبية أو النشطة.
تُفعَّل الإنذارات السلبية تلقائيًا عند إيقاف تشغيل السيارة وقفلها، حيث يتم ضبطها تلقائيًا دون تدخل مباشر من السائق. لإلغاء تشغيلها، يكفي السائق فقط فتح الأبواب، وإلا فإنها تظل نشطة.
وعلى النقيض من ذلك، مع وجود إنذار نشط، يتعين عليك ضبطه يدويًا. بالرغم من أن هذا النوع يمنع تشغيل المنبه عندما لا تكون هناك حاجة، إلا أنه يزيد من احتمالية نسيان تشغيله، وفي حال عدم ضبطه، فلن يعمل.
في الوقت الحاضر، أصبحت غالبية أجهزة إنذار السيارات من النوع السلبي، وذلك بسبب صعوبة تذكر الأشخاص لضبط الإنذارات النشطة.
خاتمة
عبر السنوات، أصبحت الشركات المصنعة للسيارات أكثر ابتكارًا في تطوير أنظمة إنذار السيارات. بل وتوصل بعضها إلى صناعة أجهزة استشعار تمكن جهاز الإنذار من اكتشاف الزجاج المتكسر، ما يعيق عمل اللصوص ويحول دون تحطيم نوافذ السيارة.
ولكن، على الرغم من هذه التطورات، يبدو أن معظم أنظمة إنذار السيارات غير فعَّالة، وهذا أمر محزن حقًا. أجهزة الإنذار المسموعة التي كانت سابقًا تعمل بكفاءة لم تعد كذلك الآن، ورغم الجهود المبذولة في الابتكار، فإن الأنظمة الحديثة التي ظهرت في السنوات الأخيرة لا تبدو مُحسَنة بشكل كبير.
لذا، يبدو أن جهاز الإنذار الحالي في سيارتك ليس ذو أهمية بالغة، حيث من الواضح أنه لن يكون فعالًا في إيقاف اللص المصمم على أفعاله بأي حال من الأحوال.